أنطونيو غوتيريش: توفير التمويل المستدام يعزز الأمن والسلام في إفريقيا
أنطونيو غوتيريش: توفير التمويل المستدام يعزز الأمن والسلام في إفريقيا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن توفير تمويل مستدام ومرن لعمليات الاتحاد الإفريقي المعنية بدعم السلام سيعالج ثغرة خطيرة في هيكل السلم والأمن الدوليين، وسيعزز جهود الاتحاد للتصدي لتحديات السلام والأمن في القارة.
ووفقا لما نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، جاء هذا في تقرير الأمين العام بشأن تنفيذ قراري مجلس الأمن 2320 (2016) و2378 (2017) المعنيين بتمويل عمليات الاتحاد الإفريقي لدعم السلام، الذي استعرضته وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو، خلال جلسة لمجلس الأمن.
وأكدت "ديكارلو" حتمية توفير تمويل يمكن التنبؤ به ومرن ومستدام لعمليات دعم السلام التي يقودها الاتحاد الإفريقي، مشيرة إلى تقرير الفريق المستقل رفيع المستوى المعني بعمليات السلام الصادر عام 2015 الذي خلص إلى أن الافتقار إلى آليات تمويل مستدامة يمكن التنبؤ بها ومرنة لدعم عمليات السلام التابعة للاتحاد الإفريقي يقوض استدامتها وفعاليتها.
وقالت "ديكارلو" إدراكا لهذا التحدي المشترك، إن مجلس الأمن أعرب في القرار 2378 (2017) عن عزمه على مواصلة النظر في الخطوات العملية لإنشاء آلية يمكن من خلالها تمويل عمليات السلام التابعة للاتحاد الإفريقي.
وأضافت "ديكارلو" أن تقرير الأمين العام الذي قدمته يحوي توصيات بشأن تأمين مثل هذا الدعم للعمليات التي يقودها الاتحاد الإفريقي وتحديثا بشأن التقدم المحرز منذ عام 2017.
ووفقا للمسؤولة الأممية، رغم أن الدعم الذي قدمته الأمم المتحدة والشركاء الآخرون كان مفيدا ومقدرا، فإنه غالبا ما اتسم بعدم القابلية على التنبؤ به.
وأشارت "ديكارلو" إلى أن الاتحاد الإفريقي عمل على مواجهة التحدي المالي الذي يواجه عملياته، بما في ذلك الالتزام بزيادة مساهماته المالية من خلال تنشيط صندوق السلام التابع للاتحاد الإفريقي.
وشددت على ضرورة النظر إلى عمليات السلام التي يقوم بها الاتحاد الإفريقي باعتبارها جزءا من مجموعة الاستجابات للأزمات في إفريقيا، إلى جانب آليات الأمم المتحدة المعمول بها.
وصادف إطلاق التقرير، ذكرى مرور 75 عاما على إنشاء عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، وبهذه المناسبة وقف أعضاء مجلس الأمن دقيقة صمت تكريما لأرواح من فقدوا أرواحهم في خدمة عمليات السلام الأممية.
كما يصادف أيضا يوم إفريقيا ومرور ستين عاما على توقيع ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية التي مهدت الطريق لتكوين الاتحاد الإفريقي.
وبهذه المناسبة، حيت "ديكارلو" البلدان الإفريقية على وحدتها وتضامنها المتنامي، وقالت إن التعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة شهد نموا ملحوظا منذ توقيع الإطار المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لتعزيز الشراكة في السلام والأمن عام 2017.
وأوضحت أن المنظمتين ضمتا الجهود وعملتا معا بشكل وثيق بما في ذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى والصومال وجنوب السودان والسودان.
كما عالجتا مجموعة من القضايا المتعلقة بالسلام والأمن: مبادرات منع نشوب النزاعات وحلها، وحفظ السلام وبناء السلام، وحالة الطوارئ المناخية، والمرأة والسلام والأمن، من بين أمور أخرى.
وأضافت قائلة: "في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال، دعمت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لاستعادة النظام الدستوري في مالي وبوركينا فاسو وغينيا.. واليوم، تدعم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) الجهود المبذولة لإحلال السلام واستعادة النظام بقيادة مدنية في السودان".
وقالت إن الاتحاد الإفريقي -وعلى مدى السنوات العشرين الماضية- أظهر استعداده لنشر عمليات دعم السلام على وجه السرعة استجابة للنزاعات المسلحة في القارة، فمن خلال بعثاته في بوروندي وجمهورية إفريقيا الوسطى وجزر القمر ومالي والصومال والسودان، ساهم الاتحاد الإفريقي في الحفاظ على السلام والأمن في القارة، بما يتماشى مع الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة.
وأظهرت تلك البعثات إرادة والتزاما سياسيين كبيرين، لكنها واجهت أيضا بعض المشاكل المتكررة، من ضمنها نقص التمويل وغياب القدرات التشغيلية واللوجستية المطلوبة.
كما تحدث في الجلسة مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، السفير بانكول أديوي، قائلا إن الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية ترمز إلى الأهمية والوعد ببناء إفريقيا حرة وموحدة وسلمية ومزدهرة.
وقال إن منظمة الوحدة الإفريقية وتطورها إلى الاتحاد الإفريقي ساهمت في بناء السلام العالمي والتنمية المستدامة والشاملة من أجل التقدم المشترك.
وأضاف: "ولكن مع ذلك، لا تزال أجزاء من قارة إفريقيا بؤرة لانعدام الأمن العالمي.. لا يمكننا الاستمرار في استخدام أساليب حفظ السلام التقليدية في مواجهة الطبيعة المعقدة للصراعات التي تنطوي على الإرهاب والتطرف العنيف.. ثمة حاجة إلى نقلة نوعية في مفهوم العمليات من حفظ السلام إلى إنفاذ السلام".
ورحب بتقرير الأمين العام الذي قال إنه بمثابة "دعوة إلى عمل مبتكر وملموس على أساس إدراك أنه بالإرادة السياسية والعمل المنسق، يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل الذي تمس الحاجة إليه من أجل معالجة عمليات دعم السلام المستمرة والمعقدة بشكل أفضل في إفريقيا".